كيف غيّر ياسين احمد قواعد صناعة المحتوى في مصر
في السنوات الأخيرة، أصبح ياسين احمد واحدًا من أبرز صُنّاع المحتوى الذين أعادوا تشكيل الساحة الرقمية في مصر. لم يكن صعوده مجرد نجاح رقمي، بل كان ثورة كاملة في شكل المحتوى واتجاهاته. تخصص ياسين في البداية في صناعة فيديوهات تيك توك والتحديات الصعبة التي لم يكن أحد يجرؤ على تنفيذها، حتى إن صُنّاع المحتوى الآخرين كانوا يختارون أبسط فيديوهاته ليقلّدوها. هذا التميّز جعله يحصد ملايين المشاهدات، وصولًا إلى مليار مشاهدة على يوتيوب—أي عشرة أضعاف عدد سكان مصر.
اعتمد ياسين احمد منذ بدايته على الجرأة، الابتكار، والتجربة. قدّم محتوى مختلفًا، بجودة عالية، وتحديات فريدة، وتريلرات سينمائية، ولحظات عفوية صنعت هوية خاصة به. ومع كل صيحة يطلقها، تتغير الصناعة بأكملها. لكن ما لم يعرفه الكثيرون هو أن كل عائد مالي كان يحصل عليه، كان يعيد استثماره بالكامل في المحتوى. كان دائمًا يسعى لصناعة “الفيديو الأفضل” في كل مرة.
على مدى سنوات، درس ياسين علم النفس المرتبط بصناعة المحتوى، وتعلّم تفاصيل بناء المجتمع (Community Building)، وفهم آليات جذب الجمهور والحفاظ على ولائه. كان يرى أن النجاح يحتاج إلى إنتاج كبير وجهد مضاعف… إلى أن اكتشف منظورًا مختلفًا:
أحيانًا فيديو بسيط، فقط يتحدث فيه مباشرة إلى الكاميرا، يبني اتصالًا أعمق مع الجمهور من فيديو تكلفته 10,000 جنيه.
هذا الاكتشاف غيّر مساره. واليوم، يعلن ياسين احمد دخول مرحلة جديدة تمامًا، يقدّم فيها المحتوى الذي يجمع بين الارتباط الحقيقي بالجمهور وبين التفاعل العالي، دون الحاجة دائمًا إلى إنتاج ضخم. هدفه أن يغيّر الصناعة مرة أخرى—لكن هذه المرة من خلال بناء علاقة صادقة ومباشرة مع من يشاهده.
يقول ياسين إن هذه الخطوة ليست “تقليلًا” من جودة المحتوى، بل “تطويرًا” لمفهوم التأثير ذاته. فجوهر النجاح ليس دائمًا في صعوبة التحدي أو تكلفة الإنتاج، بل في الشخصية، القرب، والصدق.
ومع دخوله هذه المرحلة الجديدة، يبقى السؤال داخل عالم صُنّاع المحتوى:
ما الموجة القادمة التي سيطلقها ياسين احمد؟ وكم من الوقت سيستغرق قبل أن تتحول إلى اتجاه جديد يتبعُه الجميع؟
